حين تنفصل دون أن تهرب | رحلة هادئة من التعلّق إلى العودة للنفس
حين تنفصل دون أن تهرب
لم أتركه.
لم أصرخ، لم أغلق الأبواب، لم ألوّح بوداع.
فقط… توقّفت عن الانتظار.
الانفصال لا يحدث دائمًا بصوت
أحيانًا يحدث كهدوء…
كغياب غير مقصود عن نفس الغرفة،
كغيمة تنسحب دون أن تمطر.
بدأت ألاحظ أنني لا أشتاق كالسابق،
ولا أفتّش عن أثره في كل لحظة،
ولا أُعيد كلماته في ذهني كي أفسّرها.
طاقة معلّقة… عادت
فجأة، صار عندي وقت.
طاقة.
ووعي لم أنتبه أنه كان مسجونًا.
كنت أظن أنني مشغولة بالحياة…
لكنني كنت عالقة في شخص، في شعور، في سؤال لا يُجاب.
بدأت أعمل، أتعلم، أجرّب، أكتب.
وبدلاً من الانتظار لأُرى…
بدأت أرى نفسي.
العلاقة التي كنت أحملها وحدي
كل تلك المحاولات اللطيفة،
الكلمات المدروسة،
الاحتفال الخافت بنجاحاتي خوفًا من بروده،
كلّها كانت محاولات للبقاء في علاقة كنت أنا من يُحييها.
لكنني تعبت.
وبدون أن أعلن النهاية،
بدأت أشعر بأن المسافة بيني وبيني بدأت تضيق…
بينما المسافة بيني وبينه تتسع.
حين لا تبحث عن الصدى
لم أعد أبحث عن ابتسامة منه لأفرح،
ولا عن دفعة منه لأتحرك.
لم أعد أطرح السؤال القديم: لماذا لا يفرح لي؟
لأنني ببساطة… بدأت أفرح، بي.
ما عدت أطلب حضورًا خارجيًا لتكتمل فرحتي،
حين صار حضوري الداخلي كافيًا.
العودة التي لا تُعلن
العودة الحقيقية لا تحدث بصخب،
بل بصمتٍ دافئ.
حين تضع يدك على صدرك وتهمس:
أنا هنا… ولم أعد أنتظر أحدًا ليعيدني.
تعليقات
لا توجد تعليقات بعد
إرسال تعليق