هل يفتقدك النرجسي فعلًا؟ أم يفتقد السيطرة عليك؟

 

في لحظات الصمت بعد الانفصال، يتسلل سؤال مؤلم: هل يشتاق لي؟ هل يشعر بفراغي؟

لكن حين يكون الطرف الآخر شخصًا نرجسيًا، يصبح هذا السؤال أكثر تعقيدًا. فالنرجسي قد لا يشتاق كما نشتاق، ولا يفقد كما نفقد، ولا يحب كما نحب.

الاشتياق الحقيقي أم الحاجة للسيطرة؟

الاشتياق الحقيقي ينبع من فقدان العلاقة، من الإحساس بالمكان الفارغ الذي تركه الآخر في حياتنا. لكنه عند النرجسي، غالبًا ما يكون مرتبطًا بشيء مختلف: فقدان النفوذ، وليس فقدانك كشخص.

النرجسي لا يفتقدك بالمعنى العاطفي الخالص، بل يفتقد الدور الذي كنت تؤدينه في حياته: الإعجاب، الاهتمام، الخضوع، التغذية النرجسية.

لماذا يعود النرجسي بعد الانفصال؟

في كثير من الحالات، يعود النرجسي بعد فترة من الانفصال. لكن العودة لا تعني الحب. بل تعني أن السيطرة تهشّمت، وأن مصدر الإشباع العاطفي اختفى.

حين يشعر النرجسي أنك بدأتِ تتشافين، تستقلين، تعودين لنفسك... يبدأ بالاقتراب مجددًا، لا لأنه افتقدك، بل لأنه لا يحتمل فكرة أنك لم تعودي بحاجة له.

علامات تدل على أنه يفتقد السيطرة وليس الحب

  • يعود برسائل متناقضة: مديح + لوم
  • يحاول إرباكك لا طمأنتك
  • يختفي فور شعوره أنكِ صدّقته
  • يُشعرك بالذنب لأنك اخترت نفسك

كلها مؤشرات على أن العودة ليست بدافع الحب الحقيقي، بل لإعادة الإمساك بالخيط الذي أفلت منه.

كيف تتعاملين مع الاشتياق في هذه الحالة؟

من الطبيعي أن تشعري بالحنين، حتى لو كنتِ تعرفين الحقيقة. لكن المهم أن تفرقي بين الحنين للشخص، والحنين للإحساس الذي كان يمنحه وجوده، حتى وإن كان مؤذيًا.

كلما تعمقت في فهم دوافعه، قلتّ ردة فعلك تجاه محاولات التلاعب. وهذا هو أول أبواب الشفاء الحقيقي.

خاتمة

النرجسي لا يفتقدك كإنسانة، بل يفتقد امتلاكه لكِ. فإن شعرتِ أنه يقترب، اسألي نفسك: هل عاد ليسأل "كيف حالك؟" أم عاد ليتأكد أنكِ لم تنسيه بعد؟

واختاري ما يشبه كرامتكِ دائمًا، لا ما يشبه ضعف لحظتكِ.

تعليقات

لا توجد تعليقات بعد