لماذا يبدو النرجسي ساحرًا في البداية… ومخيفًا في النهاية؟
في البداية، يبدو وكأنه الحلم المنتظر. يُصغي لك، يمدحك، يتواصل معك كما لم يفعل أحد من قبل. تشعرين وكأنك مرئية بالكامل، وكأن قلبك وجد أخيرًا من يفهمه دون شرح طويل.
لكن شيئًا فشيئًا، يتحوّل هذا السحر إلى صمت… ثم تهديد… ثم خوف. فماذا حدث؟
المرحلة الأولى: التمجيد (Love Bombing)
النرجسي في البداية لا يحبك لأجلك، بل لأجله. يرى فيك صورة مثالية يرغب في امتلاكها. لذلك يغرقك بالاهتمام، الكلمات الكبيرة، الرسائل المكثفة، ويجعلك تشعرين وكأنك الوحيدة في هذا العالم.
لكن هذا ليس حبًا… بل استدراج نفسي.
المرحلة الثانية: الاختبار والتقليل
ما إن يشعر النرجسي أنك تعلّقتِ به، يبدأ في سحب البساط ببطء. يقلّل تواصله، ينتقدك بطرق مبطّنة، يختفي ثم يعود، يتغيّر بدون تفسير.
أنتِ تحاولين فهم ما يحدث… وتفترضين أن المشكلة فيك. وهنا تبدأ لعبة السلطة.
المرحلة الثالثة: الخوف العاطفي
تدخلين في دوامة: "هل أخطأت؟" – "هل تغيّرت؟" – "هل فقدت اهتمامه؟" تشعرين بالذنب من دون سبب واضح، تخافين أن تعبّري، أن تطلبي، أن تُظهري احتياجك.
السحر الذي بدأ به… يتحوّل تدريجيًا إلى قلق مزمن.
لماذا يحدث هذا؟
لأن النرجسي لا يبحث عن شريك… بل عن انعكاس. يريد من يمدّه بالإعجاب دون شروط، من يُشعره بالقوة، من لا يطلب شيئًا إلا أن "يبقى".
وحين تبدأين بالمطالبة بحقوقك، أو حتى بصدقك… يبدأ هو بالتراجع، ثم القسوة، ثم التحقير.
كيف تحمين نفسك من هذا النمط؟
- لا تنخدعي بالمثالية السريعة – الحب لا يُسرّع.
- راقبي التوازن: هل العلاقة متبادلة فعلًا؟ أم أنتِ فقط من تبذلين؟
- احذري من التغيرات المفاجئة في السلوك – وفسّريها بناء على الأفعال، لا الوعود.
وتذكري: السحر الحقيقي لا يُربك، لا يخيف، لا يجعلك تشكّين في نفسك كل يوم.
خاتمة
يبدأ النرجسي كساحر، وينتهي ككابوس. وبين البداية والنهاية، تختبرين كم من الخوف يمكن أن يُخفيه الحنان المتصنّع.
لذلك حين تشعرين بالقلق بدل الطمأنينة… صدّقي القلق، لا الكلمات.
تعليقات
لا توجد تعليقات بعد
إرسال تعليق